2017-03-20

إنتاج كتابيّ: (إنتاج فقرة تحليليّة) محور 3: (في حوار الحضارات)، 2016-2017

أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي إنتاج كتابيّ: محور 'في حوار الحضارات'

معهد المنتزه    4 رياضيّات 1    2016-2017

المنطلق:

مِن الكتاب المدرسيّ (ص: 201)، نصّ: 'شروطُ الحِوار'، توفيق بن عامر [دراسة نصّ].

إنتاج كتابيّ: «قَالَ الكَاتِبُ: 'وَلاَ جِدَالَ فِي وُجُودِ جِهَاتٍ تَأْبَى الاِمْتِثَالَ لِـهَذَا الـمَنْطِقِ نَظَرًا لِـمَوْقِعِهَا الـمُتَفَرِّدِ عَلَى الصَّعِيدِ العَالَمِيِّ'.

تَوَسَّعْ فِي تَحْلِيلِ هَذَا القَوْلِ فِي فَقْرَةٍ مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ سَطْرًا».

الفقرةُ:

لَقدْ صَدقَ الكاتبُ إذْ قالَ: 'لاَ جِدَالَ فِي وُجُودِ جِهَاتٍ تَأْبَى الاِمْتِثَالَ لِهذَا الـمَنْطِقِ نَظَرًا لِـمَوْقِعِهَا الـمُتَفَرِّدِ عَلَى الصَّعِيدِ العَالَمِيّ'. فمَا الدّليلُ على ذلك مِنْ واقعِ الدُّولِ اليومَ؟

يؤكّدُ واقعُنا أنّ الحروبَ مشتعلةٌ بلا انقطاعٍ في مناطقَ عدّةٍ. فالقُوى العُظمَى تأبَى الدّخولَ في حوارٍ سلميّ مع خصومِها الأضعفِ منْها. إنّما تعتمدُ على ما تملكُ مِنْ مالٍ وسلاح ونُفوذ حتّى تفرضَ ما تشاءُ. ويمثّلُ غزوُ العراق سنةَ 2003 دليلا على أنّ 'الولايات المتّحدة الأمريكيّة' وحُلفاءَها قد غزَوْا، خارجَ القانون الدّوليّ، دولةً ذات سيادة وشرّدُوا، رغمَ أنفِ الشّرعيّة الدّوليّة، شعبًا مسالِما عانى عقودًا حصارا اقتصاديّا خانقا. بل إنّ عديدَ مجرمِي الحرب الّذين ينتمون إلى الدّولِ النّافذة الـمُهيمِنة لم يُطبَّقْ عليهم القانونُ وعجزتْ 'محكمةُ العدل الدّوليّة' [الذّراع القضائيّ الأساسيّ لمنظّمة الأمم المتّحدة] بِلاهاي [هولاندا] عن محاكمتهمْ وإدانتِهم لأنّ حكوماتهم تحميهمْ وترفضُ تسليمَهم لِلهيئات القضائيّة المختصّة. هؤلاء المجرمون، تماما كحكوماتهم، هُمْ فوقَ القانون وأبعدُ ما يكون عن شروطِ التّحاور وثقافةِ العيش معًا. زدْ على ذلك أنّ الدّولَ العظمَى لم تُحاولْ قطُّ فرضَ حلٍّ عادل للقضيّة الفلسطينيّة رغمَ عقودِ الشّتاتِ والإرهابِ ونهبِ الحقوق التّاريخيّة على مرأى ومَسْمعٍ مِنَ العالم أجمع. فبعضُ 'الكيانات' تدوسُ القوانينَ الدّوليّةَ بتجبّرِ المحتلِّين الطّغاةِ الّذين يتّخذون القوّةَ الغاشمةَ سبيلا أوحدَ إلى فرضِ 'سياسة الأمر الواقع'. أمّا انتهاجُ الحوارِ والتّواصلِ السّلميّ مع الآخر فمجرّدُ شعارٍ يروّجونه في وسائل الإعلام لِتعمية البصائر وتضليلِ الضّمائر.

بناءً على ما سبق سردُه لنا أنْ نتساءل: إذا كان الحوارُ مقصورا على الضّعفاء، فكيف السّبيلُ إلى تأسيسِ العدلِ والسّلمِ الدّوليّيْن؟! ألاَ تبدُو الدّعوةُ إلى الحوار في عالمٍ تحكمُه 'مافياتُ' المالِ والسّوقِ السّوداء والإرهابِ الـمُعَوْلَم دعوةً مثاليّةً غيرَ قابلةٍ للتّحقيق أو صرخةً في وادٍ لا يسمعُها إلاّ المظلومون المستضعفون العاجزون؟!

d عمـــلا مـــوفّقا  c

صورة ضوئيّة قابلة للتّحميل