2014-03-05

الفرض التّأليفيّ 1: في دراسة النّصّ (نصّ: سماح سامي)، مع الإصلاح، 2008-2009

أستاذة العربـيّة
الفرض التّأليفيّ 1: دراسة النّصّ
معهد "نهج صيّادة"
فوزيّة الشّـطّي
4 شعب علميّة: 2008.12.04
الورديّة
التّلميذ(ة): ..................................... القسم: ............. الرّقم: ........ العدد: .................. /20
النّــــــــــــــــــــــصّ:
لَقَدْ كان الرّازي[1] يُؤمنُ بأهمّيّةِ دِراسة الحالات الْمَرَضيّة دراسةً تحليليّة لِتفهُّمِ ما تَتضمّنُه منَ العَلاماتِ وما تدلُّ عليه الأعراضُ وأيّامُ البُحْرانِ[2] وغيرُها. ومثالُ الاستدلالِ مِن أيّام البُحْران قولُه: «لا يُمكنُ أنْ تُعالجَ عِلاجَ صَوابٍ حتّى تَعرفَ تركيبَ الأبدانِ، وذلك يُعرَفُ منَ التّشْرِيحِ ومنَ البُحْران وأيّامِه». ويَشرحُ الرّازي ما يُريدُه بالبُحْران في قوله: «الّذي يُريدُه الأطبّاءُ بالبُحْران هو تَغيّرٌ سريعٌ للمريضِ عنْ حالِه إلى ما هو أجْودُ أو إلى ما هو أرْدأ». ونلاحظ أيضا اهْتمامَ الرّازي بتأريخ المرَضِ. فيذكُر علاماتِ التّهَيُّؤ ثمّ علامات ابتداء المرَضِ فالتّزيُّد والْمُنْتهَى والانحطاط. وهي مراتبُ العِلل عندَه. ولا يخرجُ ذلك عمّا نراهُ في الطّبِّ الحديثِ منْ تَتبُّعِ حالات سَيْرِ المرَض وتاريخِ الإصابَة بِه وتسْجيلِ ذلك كلِّه في لوحاتٍ خاصّةٍ لِــــلوُقوفِ على ما يَطرأُ على حالةِ المريض مِنْ تَحسُّنٍ أو تدَهْوُر.
ولَـمْ يَكُنِ الرّازي لِيُهْمِلَ الاهتمامَ بقُوّة المريضِ لِرَفْعِ مُقاوَمةِ الجسْم للمرَض. وذلك بجانبِ اهتمامِه بعلاجِ المرَض الأصْليّ. فقد كان العِلاجُ دونَ الحفاظِ على قُوّة المريض عدِيمَ الفائدةِ. وفي هذا يقولُ الرّازي: [«القُوّةُ لِلعَلِيل كالزّادِ للمُسافِرِ، والمرَضُ كالطّرِيق. ولِذلك يجبُ أنْ يُعْنَى الطّبِيبُ كلَّ العِنايةِ أنْ لا تسقُطَ القُوّةُ قبْلَ الْمُنْتَهَى»]. أمَّا الاستدْلالُ منْ أحْوالِ المرِيضِ عامّةً وما يَشْكُوهُ منْ مَرَضٍ فَــهو من الأمُورِ الّتي سَبَقَ الرّازي إلى فَهْمِهَا منذُ زمانٍ بَعيد. وهلْ يفعلُ الطّبُّ الحديثُ أكثرَ مِنَ الإحاطَةِ بأحْوالِ المرِيض في مَعِيشتِه ونَوْمِه ويَقَظتِه؟!  
الطّبُّ والصّيْدلةُ عندَ العلماء العرب: دراسةٌ في فلسفة العُلوم
د. سماح سامي، الهيئةُ المصريّة العامّة للكتاب، مصر، 2007، صص: 101-103، بتصرّف

1- حدّدْ موضوعَ النّصّ في جملة مُفيدة: 1،5ن
........................................................................................................
........................................................................................................
2- أكْمِلِ الجدولَ مُعتمِدا الأدواتِ المسطَّرةَ والملوَّنةَ بالأحْمر في النّصّ: 2ن
الأداةُ
نوعُـــــــــــــــــــــها
مَعْنـــــــــــاها
- لَقَدْ


- لِــ


- لَـمْ


- أمّا ... فَـ


3- كيفَ يُعالجُ الرّازي الحالاتِ المرَضيّةَ حسْبَ النّصّ؟ 2ن
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
4- اِشْرحْ قولَ الرّازي الموجودَ بينَ مُعقّفيْن في النّصّ مُعلّقا على الأساليبِ اللّغويّة والبلاغيّة فيه: 2،5ن
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
5- ما المعنَى الّذي أدّاه الاستفهامُ في آخرِ النّصّ؟ وما الموقفُ الّذي كشفَهُ الكاتبُ بطرْحه؟ 1،5ن
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
6- ما رأيُك في اعتبار الكاتب أنّ اهتمامَ الرّازي بـ "تأريخ المرَض" لا يَخرجُ عمّا نراهُ في الطّبّ الحديثِ؟ 2،5ن
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
7- كَوّنْ فقرةً حِجاجيّة من خمسةَ عشرَ [15] سطرا في دعْم الأطروحة التّالية: 7ن
«تَجَاهلَ الطّبُّ الحديثُ ذِكْرَ الإنْجازاتِ الّتي حَقّقَها الأطبّاءُ العَرَبُ والمسْلِمُون القُدامَى لأنّ أحفادَهمْ الْمُعاصِرِينَ صَارُوا يَسْتهلِكونَ مِنَ الاكْتشافَاتِ الطّبّيّةِ أكْثَرَ بِكثيرٍ مِمّا يُنْتِجُونَ».
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................


[1] نقطة على وُضوح الخطّ ونظافةِ الورقة
﴾﴿  عملا مُوفّقا  ﴾﴿



الإصْــــــــــــلاح
1- حدّدْ موضوعَ النّصّ في جملة مُفيدة: 1،5ن
يَعرِضُ النّصُّ منهجيّةَ "أبي بكر الرّازي" في مجال العلاج الطّبـّيّ كاشِفا منها ما أكّد الطّبُّ الحديثُ نجاعَتَه العلميّة مُبيّنا ما كان فيه هذا الطّبيبُ الإسلاميُّ سبّاقا رائدا.
2- أكْمِلِ الجدولَ مُعتمِدا الأدواتِ المسطَّرةَ والملوَّنةَ بالأحْمر في النّصّ: 2ن
الأداةُ
نوعُـــــــــــــــــــــها
مَعْنـــــــــــاها
- لَقَدْ
- حرفُ تحقيقٍ.
- معنَى التّأكيدِ.
- لِــ
- لامُ التّعليلِ.
- معنَى الغايةِ (أو الغرض).
- لَـمْ
- حرفُ نفْيٍ وجزْمٍ.
- معنَى النّفْيِ.
- أمّا ... فَـ
- حرفُ استئنافٍ.
- معنَى التّفصيلِ.
3- كيفَ يُعالجُ الرّازي الحالاتِ المرَضيّةَ حسْبَ النّصّ؟ 2ن
يَبدأُ الرّازي مُعالجةَ الحالات المرَضيّة بمعرفة أحوالِ البدَن مُستدِلاّ بها على المرضِ الأصليّ. ثمّ يحرصُ على تأريخِ المرض من خلالِ أيّامِ البُحْران، ويعمل على حماية قوّة البدَنِ المريضِ حتّى يظلّ قادرا على مقاومةِ العلّة وتقبّلِ العلاج.
4- اِشْرحْ قولَ الرّازي الموجودَ بينَ مُعقّفيْن في النّصّ مُعلّقا على الأساليبِ اللّغويّة والبلاغيّة فيه: 2،5ن
قال الرّازي: «القُوّةُ لِلعَلِيل كالزّادِ للمُسافِرِ، والمرَضُ كالطّرِيق. ولِذلك يجبُ أنْ يُعْنَى الطّبِيبُ كلَّ العِنايةِ أنْ لا تسقُطَ القُوّةُ قبْلَ الْمُنْتَهَى» تألّفَ هذا الخطابُ من ثلاث جملٍ ارتبطتْ معنويّا ارتباطَ السّبب بالنّتيجة. جاءت الأُولَيان اسميّتيْن بسيطتيْن اعتمدتا التّشبيهَ المؤكَّدَ الْمُجْملَ أسلوبا بلاغيّا لتوضيح المعنى. فهما تُعرّفان القوّةَ والمرضَ باعتماد المشابهة، إذْ شبّه الرّازي رحلةَ المريض نحو الشّفاء برحلة المسافر نحو مكان مّا. والجامعُ بين رُكنَـيْ التّشبيهِ هو لزومُ الزّاد ودوامُ المشقّة. وكانت الجملةُ الثّالثةُ فعليّةً مركّبة مثّلت اسْتنتاجا منطقيّا ممّا سبق. فقد دعا فيها الرّازي كلَّ طبيبٍ إلى حماية القوّة البدنيّة للعليل لكونها زادًا لا يُستغنَى عنه حتّى التّعافي التّامّ.
5- ما المعنَى الّذي أدّاه الاستفهامُ في آخرِ النّصّ؟ وما الموقفُ الّذي كشفَهُ الكاتبُ بطرْحه؟ 1،5ن
أنهى الكاتبُ نصَّه باستفهام إنكاريّ لا يطلبُ جوابا مّا، إنّما يُثبتُ حُكما معيّنا نافيا ما عدَاهُ. إذْ أكّد أنّ الطّبَّ الحديثَ ما انفكّ يطبّق منهجيّةَ الرّازي العِلاجيّةَ الّتي ترتكز أساسا على العناية بالعليل في غذائه ونومه وصحْوه. وفي هذا الاستفهام الحجاجيّ دحضٌ ضمنيّ لمنْ ينفي إسهامَ العرب المسلمين في تطوير العلوم الطّبّيّة.
6- ما رأيُك في اعتبار الكاتب أنّ اهتمامَ الرّازي بـ "تأريخ المرَض" لا يَخرجُ عمّا نراهُ في الطّبّ الحديثِ؟ 2،5ن
[في سؤال الرّأي الشّخصيّ يحقّ للتّلميذ الإجابةُ سلبا أو إيجابا. لذا يُستحسَنُ أن يحتويَ الإصلاحُ كلا النّوعيْن من الأجوبة]
-         [سلبا]: أرى في اعتبارِ الكاتب أنّ اهتمامَ الرّازي بـ "تأريخ المرَض" لا يَخرجُ عمّا نراهُ في الطّبّ الحديثِ، مجرّدَ دفاعٍ يائس عن الفشل العربيّ الإسلاميّ المستمرّ في علمِ الطّبّ بل في العلومِ جميعِها. إنّه يكتفي بترديدِ المساهمات العربيّة الإسلاميّة الحاصلة قبل قرونٍ مديدة. كأنّما يحاول أنْ يسُدّ نقصا علميّا فادحا مدوّيا. فبدلَ أنْ يعرضَ ما علينا الآنَ فعلُه، اِنبرى يُذكّرُ بما كنّا فَعلْنا في سابقِ العصور.
-         [إيجابا]: ليس عيْبا أنْ يعتبرَ الكاتبُ أنّ اهتمامَ الرّازي بـ "تأريخ المرَض" لا يَخرجُ عمّا نراهُ في الطّبّ الحديثِ. فهذه حقيقةٌ علميّة ومُعطًى تاريخيّ لا يجحدُه جاحدٌ. وهو اعترافٌ بفضْلِ كوكبة مِن العلماء الّذين حاولُوا التّقليصَ من آلامِ البشر بتطويرِ أساليب العلاج. ثمّ إنّ التّذكيرَ بإلإسهام العربيّ في علم الطّبّ كفيلٌ بشَحْذ عزائم جيلنا الجديدِ الّذي أحبطهُ الفشلُ حتّى ظنَّهُ خصْلةً حتميّة لا مَـحيدَ عنها.
7- كَوّنْ فقرةً حِجاجيّة من خمسةَ عشرَ [15] سطرا في دعْم الأطروحة التّالية: 7ن
«تَجَاهلَ الطّبُّ الحديثُ ذِكْرَ الإنْجازاتِ الّتي حَقّقَها الأطبّاءُ العَرَبُ والمسْلِمُون القُدامَى لأنّ أحفادَهمْ الْمُعاصِرِينَ صَارُوا يَسْتهلِكونَ مِنَ الاكْتشافَاتِ الطّبّيّةِ أكْثَرَ بِكثيرٍ مِمّا يُنْتِجُونَ».
[توضِيحا لمنهجيّة الفقرةِ الحجاجيّة سنُسمّي عناوينَ أقسامِها الثّلاثة الّتي يُدعَى التّلميذُ عادةً إلى الاستغناء عنها]
الأطروحةُ المدعومةُ:
باتَ من الواضحِ المعلومِ أنّ الطّبَّ الحديثَ يتجاهلُ في الأغلبِ الأعمِّ الإنجازاتِ الّتي حقّقها الأطبّاءُ العربُ المسلمون القُدامَى. هذا لأنّ أحفادَهم المعاصرين قد صاروا يستهلكون مِن الاكتشافات الطّبّيّة، أدويةً كانتْ أو أجهزة أو عِللا، أكثرَ بكثير ممّا يُنتجون.
سيرورةُ الحجاجِ:
في أوْج الحضارة العربيّة الإسلاميّة انتعشتْ العلومُ الطّبّيّة كغيرِها من علوم الحساب والهندسة والفلَك... حتّى أضحتْ كبرى المدنِ العربيّة مقصدا لطالبي العلم من شتّى الأصقاع. ثمّ تدرّجنا عبْر العصور نحو الانحطاط الحضاريّ. فانقطعتْ سيرورةُ الإسهام العربيّ في الطّبّ البشريّ. وأخفى هذا الانقطاعُ الطّويلُ الأمدِ ما ابتكره أجدادُنا مِن منظومة علاجيّة متكاملة، بلْ أغرَى أُمَـما أخرى بالاستيلاء عليها ونسبتها إلى أطبّائها.
زِدْ على ذلك أنّ الطّبَّ العربيّ المعاصرَ ما زال عازفا عن فرض نفسه عالميّا كما فعلَ، على سبيلِ المثال، الطّبُّ الصّينيّ الّذي صار مدرسة قائمةَ الذّاتِ يعترفُ بخصوصيّاتها العلاجيّة القاصي والدّاني. ربّما يعودُ ذلك إلى أنّ الأحفاد لم يتوصّلوا بعدُ إلى استنباط الفرادةَ الطّبّيّة الّتي عمِلَ الأجدادُ على تشكيلها. فنحنُ قاصرون إلى الآن عن تفكيكِ إرثنا العلميّ عموما والطّبـّيّ خصوصا.
ثمّ إنّه لا يخفَى على أحدٍ أنّ الاكتشافاتِ الطّبّيّةَ الحديثة تكادُ تخلُو من "الإمضاء" العربيّ الإسلاميّ. وإنْ حصلت المفاجأةُ ونبغَ منّا عالِمٌ في الطّبّ، غالبا ما نلقاهُ باحثا دؤوبا في المخابر الغربيّة الّتي حرصتْ على إغرائه بقدْر حِرصها على الاستفادة القُصوَى من مهاراته واكتشافاته واختراعاته. ثمّ نُضطرّ إلى اقتناء ما ابتكره أبناؤنا بأبهض الأثمان كيْ نعالجَ أدواءَنا المستعصية.
تجرُّنا هذه الملاحظةُ إلى مسألة "هجرة الأدمغة" الّتي أضحتْ مأساةً حقيقيّة تُساهمُ في تفقيرنا وفي مزيد تفوّقِ الغرب علينا. فكلّما أينعتْ موهبةٌ طبّيّةٌ مّا في أوطاننا، سارع الغربُ عبرَ مؤسّساتِه الجامعيّةِ والبحثيّةِ والماليّةِ العملاقة إلى قطْفها وحِيازتها واحتكارها. وتجدُ "أدمغتُنا" نفسَها مُـجبرَة على هجرة قسريّة بلا رجوع لأنّها تُدركُ أنّ بقاءَها في الوطن الأمّ سيُهدرُ طاقتَها ويحرمُ الإنسانيّةَ  مِنْ كفاءتِها. وهكذا يظلّ العربُ المسلمون يلاحقون ركْبَ التّطوّرِ الطّبـّيّ كمنْ يلاحقُ سرابا.
الاستنتاج:
نخلصُ من هذا التّحليل إلى اعترافٍ قاسٍ: لقد فشِل العربُ المسلمون في التّثمينِ العقلانيّ لإرثهم الطّبّـيّ الجليلِ بقدْرِ ما عجِزُوا عن الاسْتثمارِ الواعِي المدروس في "أدمغتهم" الحديثة الضّائعة هدرا. وإذنْ، فقدْ أصبحْنا "عالةً" على المجتمع الإنسانيّ في الطّبّ كما في غيرِه من العلومِ النّبيلة والدّقيقة.


                              [1] نقطة على وُضوح الخطّ ونظافةِ الورقة                         
عملا مُوفّقا





[1] أبو بكر محمّد زكريّا الرّازي: (تُوفّي 320هـ/932م) وُلد في الرِّيّ بإيران، ترك مؤلّفات كثيرة في الطّبّ والفلسفة. لُقّب بـ "جالينوس العرب". كان رئيسَ أطبّاء مستشفى الرِّيّ ثمّ مستشفى بغداد.
[2] البُحرانُ: اسم مشتقّ من فعل (بَحِرَ): التّغيّرُ الّذي يحدثُ للمريضِ دُفعةً في الأمراضِ الحادّة.