t الأطروحة: «أَنْتَجَتِ
الحَضَارَةُ العَرَبِيَّةُ الإسْلاَمِيَّةُ فُنُونًا وآدَابًا خَالِدَةً
خَاصَّةً فِي مَيَادِينِ الشِّعْرِ وَالنَّقْشِ وَالخَطِّ وَالعِمَارَةِ
وَالأَدَبِ القَصَصِيِّ... أَثْرَتْ بِهَا الثَّقَافَةَ الإِنْسَانِيَّةَ.
فَسِّرِ
العَوَامِلَ الَّتِي خَلَقَتِ النَّهْضَةَ الفَنِّيَّةَ وَالأَدَبِيَّةَ عِنْدَ
العَرَبِ قَدِيـمًا مُسْتَشْهِدًا بِأَمْثِلَةٍ مُنْتَقَاةٍ».
t المطلوب: أَنتِجْ فقرةً تَفسيريّة حِجاجيّة مِنْ:
[الأطروحة المدعومة + التّفسير والحجاج + الاستنتاج].
✿ عندما
بلغتِ الحضارةُ العربيّة الإسلاميّة ذروةَ المجدِ والازدهار أنتجتْ فنونا وآدابا
خالدة خاصّةً في ميادين الشّعر والنّقشِ والخطِّ والعمارةِ والأدب القصصيّ وغيرها. فما العواملُ الّتي ساعدتْ في هذا الإنتاجِ
المتنوّع الغزير؟ وما
هي أهمُّ النّماذجِ الدّالّة على الثّراء الفنيّ والأدبيّ آنذاك؟
✿ تَكدّستِ
الأموالُ في خزائنِ الدّولة العربيّة الإسلاميّة المترامِية الأطراف. كان ذلك
بفضل توسّعِ الفتوحات في العهديْن الأُمويّ ثمّ العبّاسيّ. وحصل التّفاعلُ
الإيجابيّ الـمُثمِرُ مع الثّقافاتِ الدّخِيلة الوافدة. وقد انتبهَ أغلبُ خلفاءِ
بني العبّاس إلى قيمةِ الفنون والآداب في ترسيخِ أركان الدّولة وإدامةِ ذِكرها
وضمانِ هيبتِها بين الدّول. فكانت العنايةُ بحركةِ التّرجمة إشرافا وتمويلا.
تجلّى ذلك خاصّةً في 'بيت
الحكمة'
الّتي بناها بالعاصمةِ بغدادَ الخليفةُ العبّاسيّ الخامسُ 'هارونُ الرّشيد' [حكمَ
بين: 170ه-193ه] لِتعريبِ أمَّهات الكتبِ اليونانيّة في الطّبّ
والفلسفة. وكان الإقبالُ على فنِّ النّقش العربيّ (Arabesque)
الّذي غزا الجوامعَ والقصورَ والمنازلَ والمؤسّسات الحكوميّة. وتنافسَ السّاسةُ
في تشييدِ المباني البهِيّة الضّخمة الّتي تُرسِّخ أسماءَهم في التّاريخ. فكان 'الجامعُ الأُمَويُّ'
بدمشقَ، مثلا، تحفةً معماريّة لا نظيرَ لها. بالتّوازي مع ذلك نشِطتْ حركةُ
التّأليف شعرا ونثرا. فارتادَ أغلبُ الشّعراءِ قصورَ الخلفاء، وتنعّمُوا بفائضِ
السّخاء. وشهدتِ القصيدةُ العربيّة أجلَى محاولاتِ التّجديد مع 'أبِي نُوّاس' و'بشّارٍ بن بُرْد' وغيرهما. أمّا النّثرُ الفنّيّ فوجد الفرصةَ
سانحةً لينموَ. إذْ ظهرتِ الحكايةُ الـمَثَلِيّة ونموذجُ الأدبِ السّياسيّ
الرّمزيّ 'كَلِيلَةُ
وَدِمْنَةُ'
مع عبدِ الله بنِ الـمُقفّع ترجمةً وإثراءً. فحفظَ بذلك إرثا إنسانيّا اِختفتْ
جميعُ نُسَخِه الهنديّةِ والفارسيّة. أمّا إمامُ الأدب 'أبُو عثمانَ الجاحظ' فصنّفَ كتابَه البديعَ 'البُخَلاَءُ' مُصوِّرا
تحوُّلَ القيمِ في عصره ومحلِّلا نفسيّةَ أهْلِ الجمْعِ والمنْعِ. كثرةُ
التّصنيفات كانتْ دافعا رئيسا لتطوّرِ الخطّ العربيّ. فبرزت أنواعٌ عدّة، منها
الكوفـيُّ والفارسيُّ والدّيوانيّ. وتفنّنَ النُّسّاخُ في تزويقِ الكتب الّتي
ينسِخون بما يجعلُها مزيجا بديعا مِن الزّخرفة النّباتيّة والحيوانيّة
والهندسيّة. بلْ عمدَ بعضُهمْ إلى تزيينِ المؤلَّفاتِ بصورٍ توضيحيّة صغيرة
تُعرَف باسمِ 'الـمُنَمْنَمَات
الفارسِيّة' (Les miniatures persanes). لقدْ تجاوز الخطُّ العربيّ فضاءَ الكتب
لتُحلَّى به المباني العامّةُ والخاصّةُ. فخلّد أسماءَ الخلفاء وأمجادَهم، وأنشأ
لوحاتٍ فنّيّة تجعل النّصَّ اللّغويّ مادّةً للتّصوير.
✿ نَـخلصُ
مِـمّا سبقَ إلى كَوْنِ الفنون والآداب، تماما كالعلومِ، تزدهرُ كلّما ازدهرتِ
الدّولةُ سياسيّا واقتصاديّا وعسكريّا. وتتقلّصُ متى ضعُفتِ الدّولةُ وشحّتْ
مواردُها وهجرتْها نخبةُ القومِ. فالفنُّ والأدبُ كفيلان بصياغةِ أصدقِ الصُّور
عن حالِ البلاد والعباد. قد يراوغُ السّياسيّ، وقد يكذبُ المؤرّخُ. أمّا
الفنّانُ فهو الضّميرُ الحيُّ الحقُّ.
✿t
عمــلاً
موفّــقا t✿
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق