ÿ
أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، إنتاجُ
فقرة تفسيريّة، المحور 1، 4
علوم 1 ÿ
ÿ
معهد
المنتزه، 2019-2020
ÿ
|
المنطلق:
فسّرْ هذا القولَ في فقرة مسترسلة: قال أفلاطون: «إنَّ
الحَقَّ لَـمْ يُصِبْهُ النَّاسُ فِي كُلِّ وُجُوهِهِ، بَلْ أَصَابَ مِنْهُ كُلُّ
إِنْسَانٍ جِهَةً». (الكتاب
المدرسيّ، ص: 19).
التّطبيق:
{ يَزعُم
الفيلسوفُ اليونانيّ ومؤسّسُ أكاديميّة أثينا 'أفلاطون' أنّ «الحقَّ لم
يُصبْه النّاسُ في كلِّ وجوهه، بل أصابَ مِنه كلُّ إنسان جهةً».
فما يقصدُ بذلك؟
{ يتضمّنُ هذا القولُ الإقرارَ بأنّ
حيازةَ الحقيقةِ الكاملة أمرٌ مستحيلٌ بالنّسبة إلى الإنسانِ الفردِ. إذْ يتعذّر
على أيّ شخص، مهما كان رسوخُه في العلم ومهما كانت كفاءتُه العقليّة، أن يبلغَ
درجةَ الكمال المعرفيّ. فالمعارفُ لا حصرَ لها، أمّا العقلُ الفرديّ فمحدودٌ.
ثمّ إنّ الحقائقَ متجدِّدةٌ حسْب تنوّعِ الأزمنةِ والأمكنة والأشخاص والأحوال.
فهل يقدر إنسانٌ ذُو عمرٍ قصير أن يستوعبَ كلَّ ما يَـجِدُّ في الكونِ المديدِ
العمر؟! مِن أجلِ ذلك أعلنَ أفلاطون أنّ الحقيقةَ متعدّدةُ الوجوه متفرّعةُ
الأشكال متشعّبةُ السّبل. فإنْ أمسكَ أحدُنا بوجهٍ منها، أفلتتْ مِنه حتْما
بقيّةُ الوجوه. وقد جسّد الشّاعرُ العبّاسيّ 'أبو
نُوّاس' (ق2
ه)
هذا العجزَ الإنسانيَّ عن الإحاطة بالحقِّ الكامل في تعبيرٍ مجازيّ ساخر هو: «قُلْ
لِـمَنْ يَدَّعِي فِي العِلْمِ فَلْسَفَةً ... حَفِظْتَ شَيْئًا وَغَابَتْ
عَنْكَ أَشْيَاءُ».
ونحن
شُهودٌ على أنّ العلمَ الحديث قد صدّق هذا الرّأيَ الفلسفيَّ عندما أثبتَ أنّ
النّسبيّةَ مبدأٌ عامّ يصحُّ على المجالاتِ العلميّةِ والاجتماعيّة جميعِها.
والدّليلُ أنّ كثيرا ممّا اعتُبر حقيقةً علميّة في عصرٍ مَّا، ثبت بطلانُه في عصرٍ
لاحق. حسبُنا شاهدا الاعتقادُ في 'نموذجِ مركزيّة الأرض'،
وهو اعتقادٌ ساد منذ اليونانِ القديمة إلى أنْ خطّأه، أوائلَ القرن 17م،
عالِمُ الفلكِ والفيزياء الإيطاليُّ 'غاليليو غاليلي' الّذي أثبتَ أنّ الأرضَ هي الّتي تدور حول الشّمس.
{ إنّ
هذا القولَ الأفلاطونيّ يتجاوز حدودَ الفلسفة ليصدُقَ على جميعِ مجالات الفكر
الإنسانيّ على مرِّ التّاريخ.
|
مدوّنة فروض ودروس للسّنة الرّابعة من الشّعب العلميّة في التّعليم التونسيّ.
2019-10-09
إنتاج كتابيّ: (فقرة تفسيريّة)، المحور 1: (قولة أفلاطون)، 2019-2020
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق